- رأى جحا يوما سربا من البط قريبا من شاطئ بحيرة فحاول أن يلتقط من هذه الطيور شيئا فلم يستطع لأنها أسرعت بالفرار من أمامه وكان معه قطعة من الخبز فراح يغمسها بالماء ويأكلها فمر به أحدهم وقال له: هنيئاً لك ما تأكله فما هذا… قال هو حساء البط فإذا فاتك البط فاستفد من مرقه.
- أضاع جحا خاتمه في داخل بيته فبحث عنه فلم يجده فخرج من البيت وجعل ينظر أمام الباب فسأله جاره ماذا تصنع فقال: أضعت خاتمي في البيت، فقال ولماذا لاتفتش عليه في البيت
فأجابه: الظلام حالك في الداخل فلعله قد خرج… ضاع حماره فأخذ يفتش عليه ويحمد الله شاكراً… فسألوه ولماذا ,. تشكر الله؟.. فقال أشكره لأنني لم أكن راكبا على الحمار وإلا فلو كنت راكبا لضعت معه
- أحست امرأة جحا ببعض الألم فأشارت عليه أن يدعو الطبيب، فنزل لإحضاره، وحينما خرج من البيت أطلّت عليه امرأته من النافذة وقالت له الحمد لله لقد زال الألم فلا لزوم للطبيب. لكنه أسرع إلى الطبيب وقال له : إن زوجتي كانت قد أحست بألم وكلفتني أن أدعوك، لكنها أطلت من النافذة وأخبرتني أنها قد زال ألمها فلا لزوم لأدعوك، ولذلك قد جئت أبلغك حتى لا تتحمل مشقة الحضور.
- أعطى خادما له جرة ليملأها من النهر، ثم صفعه على وجهه صفعة شديدة وقال له: إياك أن تكسر الجرة، فقيل له: لماذا تضربه قبل أن يكسرها؟ فقال: أردت أن أريه جزاء كسرها حتى يحرص عليها.
- قيل لجحا هل يمكن أن يُولد مولود لرجل عمره أكثر من مائة سنة؟ إذا تزوج بشابة؟ فقال جحا: نعم إذا كان له جار في سن العشرين أو الثلاثين.
- مشى في طريق، فدخلت في رجله شوكة فآلمته، فلما ذهب إلى بيته أخرجها وقال: الحمد لله، فقالت زوجته: على أي شيء تحمد الله؟ قال: أحمده على أني لم أكن لابسا حذائي الجديد وإلا خرقته الشوكة.
- اشترى جحا عشرة حمير فركب واحدا منها وساق تسعة أمامه، ثم عدّ الحمير ونسى الحمار الذي يركبه فوجدها تسعة، فنزل عن الحمار وعدها فوجدها عشرة، فركب مرة ثانية وعدها فوجدها تسعة، ثم نزل وعدها فوجدها عشرة وأعاد ذلك مراراً فقال: أن أمشي وأربح حمارا خير من أن أركب ويذهب مني حمار فمشى خلف الحمير حتى وصل إلى منزله.
- سأله يوما: كم عمرك؟ فقال عمري أربعون عاما وبعـد مضي عشرة أعـوام سئـل أيضا عن عمره فقال عمري أربعون عاما فقالوا له: إننا سألناك منذ عشر سنيـن فقلـت إنه أربعـون والآن تقول أيضا إنه أربعون فقال: أنا رجل لا أغير كلامي ولا أرجـع عنه وهذا شأن الرجال الأحرار… ولو سألتموني بعـد عشرين سنة فيكون جوابي أيضـا هكذا لا يتغير…
- جاءه رجل وفي يده بيضه وقال له: إذا حزرت ما بيدي أعمل لك منه أكلة عجة… فأجابه جحا صف شكله ولونه فقال: هو بيضاوي الشكل خارجه أبيض وداخله أصفر قال جحا: حزرت إنه لفت فرغوا داخله وحشوه جزراً…
- أوصى أهله أن يدفنوه يوم مماته في قبر قديم ولما سألوه عن السبب أجابهم: إذا جاءني ملكا الموت ليسألوني أجيبهما أني قديم العهد في هذا القبر وأني سئلت سابقاً… وإذا نظرا إلى قبري رأيا فيه مصداقاً لقولي فيتركاني وشأني وهكذا أتخلص من شديد سؤالهما على أهون سبيل
- ضاع حماره فحلف أنه إذا وجده يبيعه بدينار، فلما وجده جاء بقط وربطه بحبل وربط الحبل في رقبة الحمار وأخرجهما إلى السوق وكان ينادي: من يشتري حمارا بدينار، وقطا بمائة دينار؟ ولكن لا أبيعهما إلا معا.
- طبخ طعاما وقعد يأكل مع زوجته فقال: ما أطيب هذا الطعام لولا الزحام! فقالت زوجته: أي زحام إنما هو أنا وأنت؟ قال: كنت أتمنى أن أكون أنا والقدر لا غير.
- كان مسافراً مع جماعة، ونزلوا للراحة في مكان، ثم أرادوا استئناف السفر، فطلب بغلته فأحضرت له، فوضع رجله اليمنى في الركاب وقفز فجاء ركوبه مقلوبا، فضحك من رآه، فقال لهم: أنا لم أركب بالمقلوب ولكن البغلة عسراوية.
- جاءه ضيف ونام عنده فلما كان منتصف الليل أفاق الضيف ونادى جحا قائلا: ناولني يا سيدي الشمعة الموضوعة على يمينك فاستغرب جحا طلبه وقال له: أنت مجنون، كيف أعرف جانبي الأيمن في هذا الظلام الدامس؟
- سألوه يوماً: ما هو طالعك؟ فقال: برج التيس. قالوا: ليس في علم النجوم برج اسمه تيس. فقال: لما كنت طفلا فتحت لي والدتي طالعي فقالوا لها أنه في برج الجـدي. والآن قـد مضى على ذلك أربعون عاماً فلا شك أن الجدي من ذلك الوقت قد صار الآن تيسا وزيـادة.
- قالت له امرأته ذات ليلة: ابتعد عني قليلا فأسرع إلى حذائه وأخذه ومشى مسافة ساعتين إلى أن لقي أحد معارفه فقال له: إذا صادفت امرأتي فقل لها أتريد أن أبعد أكثر مما بعدت؟
- ذهب وامرأته لغسل أمتعتهما على شاطئ بحيرة، فلمـا وصلا ووضعا الأمتعة وجعلا عليها الصابون، انقض غراب فاختطف لوح الصابون وذهب به طائرا في الفضاء. فصاحت امرأة جحا: قم الحق الغراب، سرق الصابون. وجعلـت تكثر من الصياح. فأجابها بكل برودة: لماذا تضطربين، أليست ثياب الغراب أوسخ من ثيابنا فهو أحوج منا إلى الصابون.
- تزوج امرأة حسناء فولدت بعد ثلاثة أشهر، فاجتمعت النساء لأجل تسمية الولد، فكل واحدة قالت اسما، وكان جحا واقفا فقال: الأحسن تسميته "سابقا" فقلن: لماذا يا جحا؟ فقال: لأنه قطع مسافة تسعة أشهر في ثلاثة أشهر.
- كان أمير البلد يزعم أنه يعرف نظم الشعر، فأنشد يوما قصيدة أمام جحا وقال له: أليست بليغة؟ فقال جحا: ليست بها رائحة البلاغة. فغضب الأمير وأمر بحبسه في الإسطبل، فقعد محبوسا مدة شهر ثم أخرجه. وفي يوم آخر نظم الأمير قصيدة وأنشدها لجحا، فقام جحا مسرعا، فسأله الأمير: إلى أين يا جحا؟ فقال: إلى الإسطبل يا سيدي.
- كانت له زوجتان، فأهدى كل واحدة منهما عقدا. وأمرها ألا تخبر ضرتها، وفي يوم اجتمعتا عليه وقالتا: من هي التي تحبها أكثر من الأخرى؟ فقال: التي أهديتها العقد هي أحب إليّ. فسرت كل منهما، واعتقدت أنها هي المحبوبة.
- كان جحا قاضيا فحضرت أمامه امرأة عجوز شاهدة في قضية فأمرها أن تقسم اليمين، فأقسمت، فسألها كم عمرك؟ فقالت العجوز: إذا كنت ستسألني عن عمري فلم تأمرني بأن أقسم بالله العظيم؟
- نزل جحا من القطار ووضع الحقيبة بالقرب منه وانتظر حضور الشيال، فجاء لص وحملها ومشى فتبعه جحا وهو فرحان، فلما اقترب من منزله أخذ الحقيبة من اللص وقال له: أشكرك يا سيدي فقد حملت حقيبتي من غير أجر.
- جاءته إحدى جاراته وقالت له: أنت تعلم أن ابنتي معتوهة متمردة، فأرجو أن تقرأ لها سورة أو تكتب لها حجابا، فقال له: إن قراءة رجل مسن مثلي لا تفيدها، ولكن ابحثي لها عن شاب في سن الخامسة والعشرين أو الثلاثين، ليكون لها زوجا وشيخا معا، ومتى رزقت أولادا صارت عاقلة طائعة .